السبت 20 ديسمبر 2025 | 07:03 م

ليلة أول رجب.. أدعية نبوية جامعة تعيد ترتيب القلوب وتفتح أبواب القرب من الله

شارك الان

تمثل ليلة الأول من شهر رجب محطة إيمانية مهمة في مسار العام الهجري، إذ يستقبلها المسلمون بشيء من الترقب والرجاء، باعتبارها بوابة الدخول إلى أحد الأشهر الحُرم، وبداية موسم تتجدد فيه النيات، وتُراجع فيه القلوب قبل الأعمال.

وفي هذه الليلة، يكثر التوجه إلى الدعاء والمناجاة، لا باعتباره طقسًا مرتبطًا بصيغة مخصوصة، وإنما بوصفه عبادة مفتوحة تُجسد معنى الافتقار إلى الله.

ويؤكد علماء الشريعة أن السنة النبوية لم ترد فيها أدعية خاصة بليلة أول رجب على وجه التحديد، إلا أن هذا لا ينقص من قيمتها الروحية، بل يجعل الالتجاء إلى جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هو الخيار الأكمل والأكثر أمانًا، لما تحمله من معانٍ جامعة، ومقاصد شرعية متوازنة.

جوامع الدعاء.. منهج نبوي صالح لكل وقت

يتميز الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم بقصر عباراته، وعمق دلالاته، وشموله لمصالح الدنيا والآخرة، وهو ما جعله أساسًا متينًا لكل من أراد الدعاء في أي زمان أو مكان.

ولذلك يشدد العلماء على أن الالتزام بهذه الأدعية يحفظ للمسلم صفاء العبادة، ويبعده عن الغلو أو الاعتقاد الخاطئ بخصوصية أزمنة لم يرد بها نص.

ومع دخول شهر رجب، يستحب للمسلم أن يبدأ بدعاء رؤية الهلال، الذي يعكس روح التوحيد، وربط حركة الكون بإرادة الخالق، فيقول:«اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله».

ويُعد هذا الدعاء إعلانًا إيمانيًا لبداية مرحلة جديدة، تقوم على الطمأنينة والاستقامة.

أدعية جامعة تُقال في مطلع رجب

في ليلة أول رجب، يحتاج المؤمن إلى دعاء يعيد ترتيب علاقته بنفسه وربه والحياة من حوله، ومن أبرز الأدعية النبوية الجامعة التي يُستحب الإكثار منها:

-«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر».

-«اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

-«اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».

-«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»

وفي سنن ابن ماجة (3/ 500) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ،فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ,فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ.

- اللهم ما قسمت في هذه الليلة من خير وعافية وسعة رزق فاجعل لنا منها نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء فاصرفه عني وعن جميع المسلمين.

- «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي.. وِقِلَّةَ حِيلَتِي.. وهَوَانِي عَلى الناسِ.. يا أرحمَ الراحمينَ.. أنتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَليَّ غَضَبٌ، فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمُاتُ.. وَصَلحَ عَليهِ أَمْرُ الدُّنيا والآخرةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ أَوْ يِحلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ.. لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى.. لَا حَوْلَ ولَا قَوَّةَ إِلَّا بِكَ».

- وفي مسند الإمام أحمد (6/ 134)، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآَجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا.

- اللهم يا مسهل الشديد ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجنى من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.


- اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني واهدِ قلبي، واسلل سخيمة صدري، اللهم إنك لا تحمل نفسًا فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به، وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب.

- في صحيح الإمام مسلم (4/ 2073) عن أبي مالك، عن أبيه، أنه سمع النبي ﷺ وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني «ويجمع أصابعه إلا الإبهام» فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك».

- اللهم لا تبقي لي همًا ولا حزنًا ولا ضيقًا ولا سقمًا إلا فرجته، اللهم استرني على وجه الأرض، وارحمني في بطن الأرض، اللهم اغفر لي يوم العرض عليك.

- يا حي يا قيوم، أعني ولا تعن عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وسدد لساني واهدِ قلبي.

- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ويجمع الفقهاء على أن فضل الدعاء لا يتوقف على ليلة بعينها، بل على إخلاص النية، وحضور القلب، وحسن الظن بالله. فالله تعالى يحب من عبده الإلحاح في الدعاء، وسؤاله حاجاته كلها، دون قيد أو شرط.

وتُعد ليلة أول رجب فرصة تربوية لممارسة المناجاة الطويلة، وكسر الاعتياد، وبناء علاقة أعمق مع الله، استعدادًا لشهر شعبان ثم رمضان، بقلب أكثر يقظة، ونفس أشد استعدادًا للطاعة.

ويؤكد أهل العلم أن آداب الدعاء النبوي من البدء بالحمد لله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وختم الدعاء بذلك – من أسباب القبول، خاصة في الليالي التي يتجدد فيها الرجاء، وتصفو فيها القلوب.

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5780 جنيهًا
سعر الدولار 47.59 جنيهًا
سعر الريال 12.69 جنيهًا
Slider Image